هومحمد
أحمد سهل بن محفوظ بن عبد السلام بن عبد الله. ولد فى حاجين قرية صغيرة بفاطى من جاوا
الوسطى فى السابع عشر من ديسمبر سنة 1937 م. انتهى نسبه الى الشيخ أحمد
متمكن أحد أولياء الله المشهور فى تلك القرية.
عاش ونشأ المؤلف فى
أسرة وبيئة علميتين، حيث كان والده وأعمامه وأجداده من أهل العلم، واشتهرت حاجين
كأحد مراكز العلم الدينى حتى الآن، فيها عدة معاهد ومدارس قصد اليها الطلبة
والطالبات من عدة مدن وقرى فى جاوا الوسطى، ومن تلك المدارس مطالع الفلاح التى أسسها
جد المؤلف الشيخ الحامل عبد السلام بن عبد الله سنة 1912 م،
وهى أشهرها وأكبرها وأقدمها.
امتاز المؤلف بمزايا وخواص قلما توجد مجتمعة
فى شخص واحد. من أبرزها قوة الذاكرة والحافظة، شدة الذكاء، النظام فى توزيع
الأوقات، علو الهمة، الحرص على طلب العلم، والزهد فى الحياة الدنيا. كل هذه الصفات
والمواهب النفسية والإستعدادات الطبعية ربما ورثها المؤلف من أصوله، وكأن الله
تعالى قد أعده بها ليصير من كبار العلماء فى المستقبل.
وكما هى العادة لأولاد العلماء بإندونيسيا،
أقبل المؤلف على العلم منذ نعومة أظفاره، قد ختم القرآن قراءة على يد والده نفسه –
كان من حملة القرآن – وهو قبل سبع من عمره. وحينما توفى والده شهيدا خلال استعمار
يابان سنة 1944 م قام بتربيته عماه الشيخ على مختار
والشيخ الحامل عبد الله سلام المتوفى سنة 2001 م.
وبعد أن زود نفسه بالعلوم الدينية الأساسية دخل المؤلف فى المدرسة الإسلامية مطالع
الفلاح فى المرحلة الإبتدائية سنة 1943 م، ثم التحق بالمرحلة الثانوية وتخرج منها
ناجحا سنة 1953 م. تعلم فيها العلوم الدينية من
أساتذتها، معظمهم علماء حاجين وقتئذ.
ثم رحل المؤلف إلى كديرى بجاوا الشرقية ليدر
فى معهدى الشيخ خازن والشيخ حياة المكى، ومما أخذ منهما إحياء علوم الدين و شرح
سلم التوفيق وبغية المسترشدين. ثم انتقل إلى ساران من ولاية رمبان وتلمذ على الشيخ
زبير بن دحلان والد الشيخ ميمون زبير مربى المعهد الإسلامى الأنوار المشهور، وقرأ
عليه تفسير البيضاوى ومغنى اللبيب وعقود الجمان وغيرها. عين المؤلف أثناء دراسته
فيها مدرسا، فألف طريقة الحصول على غاية الوصول والبيان الملمع عن ألفاظ اللمع
كمادة تدريسية لكتابى غاية الوصول واللمع.
ومن مشايخ المؤلف أيضا الشيخ العلامة المسند محمد ياسين بن عيسى الفادانى المكى
الذى أجازه كتبا كثيرة فى أنواع الفنون، وهو عمدته فى رواية العلوم.
وبالجدير بالذكر هنا أن المؤلف لم يتعلم
العلوم الدينية فقط بل يهتم ايضا اهتماما كبيرا بالعلوم العصرية، فقد درس اللغة
الإنجليزية وأسس الإدارة والسياسة وعلم النفس والإجتماع تحت إرشاد الأستاذ أمين
فوزان الحاجينى. ومن هواياته النادرة بالنسبة إلى أقرانه حينئذ قراءة مجلات وجرائد
وكتب علمية.
كان
المؤلف من العلماء الماهرين فى الكتابة والتأليف والخطابة. من مؤلفاته:
(1)
طريقة الحصول على
غاية الوصول فى أصول الفقه
(2)
والبيان الملمع عن
ألفاظ اللمع فى أصول الفقه
(3)
وفيض الحجا على نيل
الرجا منظومة سفينة النجا فى الفقه
(4)
والفرائد العجيبة في
بيان الإعراب الغريبة في النحو
(5)
الفوائد النجيبة شرح الفرائد العجيبة
فى النحو
(6)
ولمعة الهمة إلى
المسلسلات المهمة فى الحديث
(7)
والثمرات الحاجينية
فى اصطلاحات الفقهاء الشافعية
(8)
وانتفاخ
الودجين فى اختلاف علماء حاجين حول البيع بالزجاجين
(9)
وله مقالات ورسائل
الذى ألقاها فى الندوات و الجرائد
والمجلات، وقد جمع معظمها فى ثلاثة كتب:
أ
- نوانسا فقه سوسيال (Nuansa Fiqh Sosial)
ب
- دييالوق دعان كياهي سهل (Dialok Dengan Kiyai Sahal)
ت
- بسانترين منجاري معنى (Pesantren
Mencari Makna)
وترجم المؤلف بالتعاون مع الشيخ مصطفى بشرى
كتاب موسوعة الإجماع من العربية إلى الإندونيسية.
تولى المؤلف منازل ومناصب مهمة فى جمعيات ومؤسسات، وهو الآن الرئيس العام لنهضة العلماء
والرئيس العام لمجلس العلماء الإندونيسى ومدير الجامعة الإسلامية النهضية بجفارا
ومدير المدرسة الإسلامية مطالع الفلاح وخادم المعهد الإسلامى مسلك الهدى بحاجين،
وهو أيضا من أعضاء الهيئة الإستشارية فى شؤون التربية الوطنية.
أقام المؤلف مع زوجته نفيسة بنت مشرفة بنت
الشيخ العلامة بشرى شنسورى الجومبانجى وولده بحاجين مارقاياصا فاطى جاوا
الوسطى.
هكذا نبذة من ترجمة المؤلف الشيخ محمد أحمد
سهل بن محفوظ الحاجينى الفاطوى، طول الله عمره ونفعنا به وبعلومه فى الدارين
آمين.
حاجين، ديسمبر 2001 م
Tidak ada komentar:
Posting Komentar